ريادة الأعمال

منذ عام 2019، أدّى التباطؤ الاقتصادي في لبنان إلى انخفاض في المشاركة في سوق العمل، حيث أصبح القطاع غير الرسمي، الذي تشكل فيه النساء الأغلبية، مسؤولاً الآن عن سبل عيش أكثر من 60% من القوى العاملة. وقد أدّت القيود المالية وتكثّف النزاع الإقليمي في عام 2024 إلى تفاقم الوضع، ما أجبر العديد من المؤسسات المحلية غير الرسمية في مجالات الزراعة والحرف اليدوية والتجارة والخدمات على تعليق عملياتها أو فقدانها. 

يُعدّ دعم هذا القطاع غير الرسمي مهمًا لضمان استمرار مصادر الدخل لأكثر من نصف السكان العاملين. في هذا الإطار يقوم المعهد الأوروبي وجمعيّّة خادمي الغد منذ عام 2010 بتطوير مشاريع تدريب على ريادة الأعمال لتلبية هذه الحاجة، مع تركيز خاص على الزراعة. يهدف هذا النهج إلى جعل رواد الأعمال بشكل عام، والمزارعين على وجه الخصوص، مكتفين ذاتيًا اقتصاديًا. 

مشروع تنمية الفرص المحلية، مبادرات حضرية وريفية لآفاق مستدامة

يهدف مشروع FLOURISH إلى دعم 520 مشروعًا من مشاريع ريادة الأعمال التي يقودها أفراد يعملون لحسابهم الخاص، وصغار رواد الأعمال، والمزارعون (بنسبة 50% من النساء و20% من اللاجئين) من خلال نهج شامل بدعم من الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD) وإدارة التعاون الدوليDCI  موناكو وشركاء آخرين. 

اعتماد ممارسات الزراعة البيئية لضمان مصادر دخل مستدامة ونظم إيكولوجية صحية

التدريبات في مهارات ومعارف ريادة الأعمال الرئيسية لدعم تطوير وإدارة المؤسسات الصغيرة

تحسين فرص الوصول إلى أسواق ومصادر تمويل جديدة

قصص نجاح

شاركت ريما وسارة في تدريب “مهارات لعملك” في تشرين الثاني 2023 بعد اتمامهما دورة في صناعة الصابون اليدوي مع المجلس النرويجي للاجئين. وبعد عرض الشابتين مشروعيهما على لجنة التحكيم، تم اختيارهما للاستفادة من دعم عيني.  
أتممت ريما وسارة دراسة سوق كاملة وخطة تطوير لأعمالهما، وشاركتا أيضًا في النسخة الخامسة من معرض “تسلم دياتك” في كانون الأول 2023، حيث تمكنتا من إطلاق أعمالهما بشكل ملموس والالتقاء بأول زبائنهما. بعد أسبوعين فقط، تمكنت ريما وسارة من دعم بعضهما البعض لإعداد كل ما تحتاجانه للحدث، وإطلاق  كل منهما صفحتها على Instagram، وبناء صورة علامتها التجارية، والبدء في بيع منتجاتها بحماس. 

“بعد تخرجي، واجهت صعوبة في العثور على الوظيفة المناسبة رغم أنني أنحدر من عائلة تعمل بالزراعة. كان الانضمام إلى التدريب الزراعي في المعهد الأوروبي للتعاون والتنمية (IECD) في دير مخَلّص-جون نقطة تحول. هناك، اكتشفت شغفًا بالزراعة، وخاصةً تربية النحل. رغم اعتراضات عائلتي وبيئة العمل الصعبة، بقيتُ مصممة على بناء مشروعي الخاص وأصبح مستقلة. ساعدني دعم المعهد الأوروبي للتعاون والتنمية على التغلب على نقاط ضعفي ومشاركة معرفتي مع مزارعين آخرين. الآن، أهدف إلى توسيع نطاق عملي في تربية النحل ليصبح علامة تجارية معروفة، وأنا أستكشف باستمرار تقنيات وأسواق جديدة. بفضل الأساس الذي وضعته لي المنظمة، حوّلتُ شغفي إلى مسعى مزدهر.”

تانيا ابراهيم، 31 سنة

كجزء من أنشطتهما الداعمة لمربّّي النحل ورواد الأعمال، باشر المعهد الأوروبي وجمعيّّة خادمي الغد بأعمال هامّّة في أساليب مكافحة الفاروا، وهو من طفيليّّات النحل التي تُُعدّّ من الأسباب الرئيسيّّة لنفوق خلايا النحل في لبنان والعالم.

يقدّّم هذا التقرير نتائج دراسة رائدة في لبنان نفّّذها مربّّو النحل بدعم من المعهد الأوروبي للتعاون والتنمية – جمعيّّة خادمي الغد بين عامي 2022 و 2023 لتقييم فعاليّّة خمس علاجات معتمدة في مكافحة الفاروا. وقد تمّّ تطوير بروتوكول لإجراء الاختبار بمساعدة خبراء تربية النحل، واتبع تنفيذه نهجًًا تشاركيًّا، حيث يضع مربّّي النحل في مركز العمليّّة.